الخميس، 26 أبريل 2012

" ما حدا لحدا ".

إن مشكلتنا تكمن في وجود طبقات حاكمة نفعية بالدرجة الأولى لا يهمها سوى مصالحها، وليذهب الوطن إلى الجحيم، وليأت من بعدي الطوفان، فمعظم الذين حكموا من خلال الشعارات الوطنية تحولوا فيما بعد إلى طغاة، وصادروا ثروات الأوطان، وحولوها إلى حساباتهم الخاصة. وبما أن الشعوب على دين ملوكها أو زعمائها عادة، فلا بد من أن تحذو حذوهم في كل شيء تقريباً، فالحاكم المستأثر بالوطن من ألفه إلى يائه لا بد وأن يحفـّز المواطن إلى الكفر بالوطن والوطنية. إنها معادلة بسيطة للغاية ، نظام نفعي تسلطي يؤدي إلى خلق مجتمع نفعي طفيلي لا يهمه من الوطن سوى سلبه ونهبه، بحيث يقول المواطن بما أن الطبقة الحاكمة تستأثر بكل شيء تقريباً، فما الذي يدعوني إلى التضحية أو الحفاظ على هذا الوطن، فليذهب في ستين ألف داهية، وهكذا دواليك، قمة النظام تسرق الوطن، والحكومة تتتبعها، والمسؤول الأدنى رتبة ينهب، والموظف الصغير يتحين الفرصة كي يمارس اللصوصية، والمواطن العادي ينهب، فيتحول الوطن إلى بقرة حلوب، الكل يحلبه حتى يجف ضرعه.

 وبذلك يصبح شعار الجميع " كل مين يده له"
 أو بالأحرى " ما حدا لحدا".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني وضع بصمتك هنا