الاثنين، 2 أبريل 2012

فلسفة أذهلتني

لو كان هناك مجموعتان من الأطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين لسكة الحديد أحدهما معطل والآخر لازال يعمل وكان هناك طفل واحد يلعب على المسار المعطل و مجموعة أخرى من الأطفال يلعبون على المسار غير المعطل وأنت تقف بجوار محول اتجاه القطار ورأيت الأطفال ورأيت القطار قادم وليس أمامك إلا ثواني لتقرر في أي مسار يمكنك أن توجه القطار

فإما تترك القطار يسير كما هو مقرر له ويقتل مجموعة الأطفال؟ أو تغير اتجاهه إلي المسار الآخر ويقتل طفل واحد .. ؟

فأيهما تختار؟ وما هي النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار؟ دعنا نحلل هذا القرار

معظمنا يرى انه الأفضل التضحية بطفل واحد خير من مجموعة أطفال وهذا على اقل تقدير من الناحية العاطفية فهل يا ترى هذا القرار صحيح؟

هل فكرنا إن الطفل الذي كان يلعب على المسار المعطل قد تعمد اللعب هنا حتى يتجنب مخاطر القطار؟ ومع ذلك يجب عليه أن يكون الضحية في مقابل إن الأطفال الآخرون الذين في سنه وهم مستهترون وغير مبالين و أصروا على اللعب في المسار العامل؟

هذه الفكرة مسيطرة علينا في كل يوم في مجتمعاتنا في العمل حتى في القرارات السياسة الديمقراطية أيضا يضحى بمصالح الأقلية مقابل الأكثرية بغض النظر عن قرار الأغلبية حتى ولو كانت هذه الأغلبية غبيـــة وغير صالحة والأقلية هي الصحيحة وهنا نقول إن القرار الصحيح ليس من العدل تغيير مسار القطار

وذلك للأسباب التالية:
1. الأطفال الذين كان يلعبون في مسار القطار العام يعرفون ذلك وسوف يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار !؟
2. لو انه تم تغيير مسار القطار فان الطفل الذي كان يعمل في المسار المعطل سوف يموت بالتأكيد لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت القطار لأنه يعتقد إن القطار لن يمر بهذا المسار كالعادة
3. بالإضافة انه من المحتمل إن المسار الأخير لم يترك هكذا إلا لأنه غير آمن وتغيير مسار القطار إلى هذا الاتجاه لن يقتل الطفل فقط بل سوف يؤدي بحياة الركاب إلى مخاطر فبدلا من إنقاذ حياة مجموعة من الأطفال فقد يتحول الأمر قتل مئات من الركاب بالإضافة إلي موت الطفل المحقق !!!؟

مع علمنا إن حياتنا مليئة بالقرارات الصعبة التي يجب أن نتخذها لكننا قد لا ندرك إن القرار المتسرع عادة ما يكون غير صائب تذكر إن الصحيح ليس دائماً الشائع وان الشائع ليس دائما صحيح

قال تعالى
(وَإِنْ تَتَّبِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني وضع بصمتك هنا