الخميس، 12 يوليو 2012

غياب التسامح يفجر صراعًا دمويًا بين السنة والشيعة

متطرفون شيعة وسنة يعتبرون محاربة التطرف خيانة في الدنيا وخسارة في الآخرة

غياب التسامح يفجر صراعًا دمويًا بين السنة والشيعة تتقاسم غنائمه الدول الكبرى

عدنان أبو زيد

هناك غياب لدعوات " التسامح بين السنة والشيعة"، فالكل يريد أن يلغي الآخر ويمحوه أو يشطبه أو حتى يفنيه إن لزم الأمر.

إيلاف: يصف الكاتب خلف الحربي الحقبة التي يمر بها المسلمون اليوم بأنها " حقبة الصراع الكبير بين السنة والشيعة". ويرى الحربي "قوى دولية لا حصر لها" سوف تستفيد من هذا الصراع الدموي. ويعتقد الكاتب أن هذا الوقت الذي ينشب فيه الصراع الطائفي بأنه " مفترق طرق تاريخي تتوقف كل القوى الكبرى عند إشارته الضوئية الحمراء كي تتوزع الغنائم".
لكن الكاتب خالد السليمان يرى أن بعض الشيعة يعتبرون "انتقاد المتطرفين الشيعة كنمر النمر، وياسر الحبيب، وسياسات حزب الله، وإيران، عملاً طائفياً يلبس صاحبه عباءة الطائفية".
ويعتقد السليمان أن هذا يشابه تمامًا "ما يفعله بعض السنة عندما يعتبرون انتقاد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية من أعمال الخيانة في الدنيا، والخسارة في الآخرة ".
ويذهب الحربي الى أن " دولاً عربية قليلة سوف تنجو من هذا الحريق الطائفي، وهذا يتوقف على حكمة الناس في أي دولة".
ويعتقد الحربي أن نقل صراعات الخارج إلى الداخل هو الذي " خرب بيت لبنان والعراق!".
ويذكر الحربي بظاهرة غياب دعوات " التسامح بين السنة والشيعة"، وكيف أن الكل يريد أن يلغي الآخر ويمحوه أو يشطبه أو حتى يفنيه إن لزم الأمر.
 ويتساءل الحربي في مقاله في جريدة عكاظ السعودية، " هل بقي حقا بيننا (سنة وشيعة) من مازال يؤمن بأننا أخوة في الله وشركاء في الوطن، أم أن هذه الفئة معرضة للانقراض".
ويزيد القول متسائلاً مرة اخرى " هل بقي بيننا من يملك القدرة على تأمل الحرائق الطائفية في العراق وباكستان ولبنان وبعض دول الخليج ويستلهم العبر والدروس أم أن العقلاء أصبحوا يخافون من صراخ تجار الطائفية الذين يعتبرون التمسك بالوحدة الوطنية تخاذلاً وانكسارًا".
والمتابع لنشرات الأخبار، يشاهد أو يسمع كل يوم تقريبًا، خبراً أو  صوراً عن مسجد للسنة فجره متطرفون شيعة في باكستان ومناطق أخرى في العالم، ردًا على تفجير مسجد للشيعة فجره متطرفون سنة.
وفي هذا الصدد يتساءل الحربي "هل يعجبكم هذا المشهد السياحي؟.. أن يذهب أحدكم للمسجد في شهر رمضان مع أولاده ولا يعود إلى البيت إلا من خلال (خبر عاجل) ".
وبحسب الحربي، فان "أسهل شيء بالنسبة للسني أو الشيعي أن يشتم الطائفة الأخرى ويحرض ضدها، هذا عمل سهل جدًا لا يكلف جهدًا ولا مالاً، ولكن العمل الصعب هو الحفاظ على وحدتنا الوطنية في محيط إقليمي تسوده الصراعات الدامية، فأغلب جيراننا اليوم يصبحون على عبوة ناسفة ويمسون على قذيفة طائشة".
لكن خالد السليمان في مقاله في صحيفة عكاظ السعودية يشير الى "خصومتنا كمواطنين ليست مع الشيعة أو السنة، بل مع الفكر المتطرف والسلوك المنحرف، و العمل الإجرامي مهما كانت هوية أو طائفة أو قبيلة مرتكبه".
ولهذا السبب – يقول السليمان - كان الناس صفًا واحدًا في "مواجهة تطرف وإرهاب القاعدة"، كما يجب أن نكون الآن صفًا واحدًا في "مواجهة الفكر الذي يمثله نمر النمر، ومن هم على شاكلته".
ويصف السليمان " المتقاعسين عن التصدي للمتطرفين وأعمالهم أو يحاولون إيجاد المبررات والأعذار لهم أو يمارسون النقد الخجول على قاعدة «ندين..ولكن» هم من يدينون بالتبرير".
ويزيد السليمان القول "أما المتطرفون الذين يتحصنون بالطائفية أو القبلية أو المناطقية ظنًا منهم أن ذلك يمنحهم حصانة ضد النقد أو المحاسبة فهم واهمون فحرية التعبير المشروع شيء، وممارسة أعمال التحريض على العنف والتخريب والقتل وبث روح الكراهية وزرع بذور الفتن الطائفية والعرقية أمر يعاقب عليه القانون، فكيف إذا تقاطع ذلك مع العمالة و الخيانة والارتهان لأعداء الوطن ".
وعلى الصعيد نفسه ( الطائفي )، لكن في البحرين يعرج هاني الفردان على اعلان تأسيس "المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني" حيث ان اول عمل لها
هو استعراض التجربة الايرلندية، من خلال استجلاب خبراء دوليين، ومتحدثين عالميين، عن كيفية المصالحة الاجتماعية التي حدثت في ايرلندا، للاستفادة منها في البحرين.
لكن الفردان يتساءل عن "الرد المتناقض" من قبل شخصيات رسمية زارت إيرلندا واتفقت على أنه لا يمكن المقارنة بين الوضع في البحرين والتجربة الايرلندية، لأن البحرين بلد صغير، وهناك تقارب وتعايش بين مكونات شعبه، وأن بعض الخلافات والتباينات الحاصلة، يمكن تجاوزها من خلال الحوار والاتصال المباشر.
ويضيف الفردان " هل نعيش الحالة الايرلندية أو لا؟ وإذا كان لا، فلماذا كل هؤلاء الخبراء والمتحدثين، وفرق الدعم والمساندة، الذين يجوبون البلاد لاستكشاف الأزمة الطائفية غير الموجودة، ليصطدموا بواقع مختلف غير الذي رسم في أذهانهم".
ويدهش الفردان كيف أن " رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود على سبيل المثال لا الحصر، يقول في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية (الآن، انتهت الثقة بين الطائفتين السنية والشيعية، والشارع منقسم، لكن الحمد لله، لم نصل إلى مرحلة الاقتتال الطائفي ) ".
وفي الوقت ذاته، فإن بيان الجهات القضائية البحرينية يشير بشكل غير مباشر، وفي بيان مختلف، إلى أن السلطة القضائية ستجابه "التصرفات المنحرفة التي من شأنها المساهمة في إثارة فتنة لا طائل من ورائها، وتكدير صفو البحرين، التي تنعم بالتجانس والمودة بين كل سكانها وأطيافها، والذين تجمعهم وشائج دم، ونسب وقرابة، هي أكبر من أن ينال من لُحمتها الموتورون والمهووسون".
ويقول الفردان عن هذا التباين: " الأول يتحدث عن انشقاق وانقسام، فيما يرى الثاني أن البحرين تنعم بالتجانس والمودة بين سكانها وأطيافها، وأنه سيتم مجابهة كل من يحاول تعكير ذلك الصفو".
ويصف الفردان الوضع في البحرين في مقاله في صحيفة الوسط البحرينية بأنه " مواقف متناقضة، بل في جلها متصارعة، بين السلطة ومواليها، فلا ثبات على حال، أو موقف، أو رؤية يمكن من خلالها الوصول إلى نتيجة حقيقية، وقراءة واقعية لما يدور في خلدهم عن الحالة الاجتماعية التي تشهدها البحرين، إلا رؤية واحدة، وهي أن لكل حادثٍ حديثاً، وأن لكل موقف كلاماً تتطلبه الحاجة والتوظيف السياسي، متى ما دعا الأمر لذلك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني وضع بصمتك هنا