ماذا يريد بنا "الإخوان"؟
عبدالله جمعة الحاج
يقوم "الإخوان المسلمون" بتوظيف الدين في صالح حركتهم السياسية بطريقة
واضحة، فهم أصحاب حركة سياسية تسعى للوصول إلى السلطة السياسية عن طريق
استخدام الإسلام كقناع. ورغم أن إقامة الدولة والحكومة الإسلامية هو الهدف
الحتمي لهم، إلا أن المطالبة بذلك على المدى القصير ليس وارداً في هذه
المرحلة، فهم يطرحون مطالب وشعارات يعتقدون بأن الشارع العربي يريد تحقيقها
أولاً، خاصة المتعلق منها بتحسين مستوى معيشة المواطنين العاديين والقضاء
على الفقر ووضع المرأة في الإسلام، وفي مثل هذه المطالب البعد الديني أقل
وضوحاً منه في المطالب السياسية الصرفة التي تعتبر من ناحية فعلية الأكثر
تحدياً للنظم الحاكمة. إن "الإخوان المسلمين" يعلنون في كافة أدبياتهم أن
النظم الحاكمة في الدول العربية غير إسلامية! وبالتالي هي غير شرعية، لذلك
يجب إسقاطها وإقامة الدولة الإسلامية بديلاً لها، وهذه ضرورة حتمية لديهم.
ولكن بعد وصولهم إلى السلطة في مصر وتونس، وقبل ذلك في السودان، يضعون
الآن خطوطاً حمراء تحت مقولة إن جميع الحكومات العربية ليست شرعية، فهذا
الطرح يعتبر تحدياً من الناحية السياسية لكافة الدول العربية التي لا
يحكمونها، ويعني بأنها نُظم مستهدفة من قبلهم ويريدون إسقاطها. إن مثل هذا
الطرح هو مؤشر على إدراكهم بوجود أرضيات يعتقدون أنها هشَّة في عدد من
الدول العربية ويمكنهم النفاذ من خلالها، وربما أنهم يعتقدون الآن أن
الإمارات والكويت محطات اختبار أولية لمخطط أكبر يريدون من خلاله إقامة
دولتهم المنشودة. وهذا يعني أنهم لا يتصرفون فقط كحركة محلية في الدول التي
يتواجدون فيها في السلطة حالياً، ولكن كحركة عالمية، رغم أن برامجهم موجهة
حالياً نحو السياسة المحلية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن حركة "الإخوان المسلمين" توجه نشاطاتها إلى خارج الدول العربية التي وصلت فيها إلى السلطة وإلى أوروبا الغربية. فعلى سبيل المثال يوجد مركز إعلامي مقره لندن يخدم كمثال لنشاطات حركة ذات توجه عالمي لحركة سياسية جذورها محلية. والدليل على ذلك أن هذا المركز يشن حملة إعلامية مركزة ضد الإمارات متهماً إياها بشتى الأكاذيب فيما يتعلق بالمقبوض عليهم بتهم تتعلق بالسعي لقلب نظام الحكم في البلاد. إن جميع تلك الأبعاد توضح أن "الإخوان المسلمين" يحاولون إسقاط نظم الحكم في جميع الدول العربية، وتبني نظام سياسي جديد وإعادة تأسيس محتوى الحياة السياسية والاجتماعية وفقاً لأهواء وتطلعات ورغبات قادتهم في الوصول إلى السلطة والتشبث بها بعد ذلك إلى أبد الآبدين.
وبالإضافة إلى ذلك فإن حركة "الإخوان المسلمين" توجه نشاطاتها إلى خارج الدول العربية التي وصلت فيها إلى السلطة وإلى أوروبا الغربية. فعلى سبيل المثال يوجد مركز إعلامي مقره لندن يخدم كمثال لنشاطات حركة ذات توجه عالمي لحركة سياسية جذورها محلية. والدليل على ذلك أن هذا المركز يشن حملة إعلامية مركزة ضد الإمارات متهماً إياها بشتى الأكاذيب فيما يتعلق بالمقبوض عليهم بتهم تتعلق بالسعي لقلب نظام الحكم في البلاد. إن جميع تلك الأبعاد توضح أن "الإخوان المسلمين" يحاولون إسقاط نظم الحكم في جميع الدول العربية، وتبني نظام سياسي جديد وإعادة تأسيس محتوى الحياة السياسية والاجتماعية وفقاً لأهواء وتطلعات ورغبات قادتهم في الوصول إلى السلطة والتشبث بها بعد ذلك إلى أبد الآبدين.
وخلاصة القول هي إن ما يحاول "الإخوان المسلمون" القيام به على أرض
الإمارات العربية المتحدة بتخطيطهم لقلب نظام الحكم فيها عن طريق العنف هو
بذرة شر يريدون من خلالها زرع الفوضى والخراب والدمار في دولة تشهد منذ زمن
بعيد هدوءاً سياسياً وأمناً اجتماعياً تُحسد عليه، ونهضة عمرانية وثقافية
قلما وصل إليها شعب على مدار المعمورة ضمن زمن قياسي. إن الرسالة التي
نوجهها إلى "الإخوان المسلمين" وإلى غيرهم من الجماعات والحركات المتطرفة
التي تتخذ من الإسلام عباءة، وتقوم جهات خارجية قريبة وبعيدة بدعمهم
واستغلالهم للإساءة إلى وطننا والنيل من أمنه واستقراره، هي أن الإمارات
"حصن حصين"، لن تسمح لكم قيادته وشعبه وكافة أبنائه المخلصين بالمساس بحبة
تراب واحدة من أرضه، فالجميع وبتوفيق من الله ودعم منه، سيقفون لكم
بالمرصاد صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ولن يسمحوا لكم بالعبث بمقدّراته
وشبابه شئتم أم أبيتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني وضع بصمتك هنا