الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

شيعة عراقيون يحاربون في دمشق لقتل "سفيان" والأسد "مُقدس"

كثر الحديث عن تدخلات دول الجوار بدافع طائفي في الصراع الداخلي السوري ، فبعد إثبات تورط حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة، تكشف صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية في تقرير لها تدفق آلاف المقاتلين الشيعة من العراق لمساندة النظام السوري بحجة الدفاع عن المقامات الشيعية في سوريا "الحوزات".

ويقول قيادي شيعي للصحيفة إن رئيس التيار الصدري "مقتدى الصدر" دعاه لمدينة "النجف" لبحث إمكانية حماية مقام "السيدة زينب ومحاربة السلفيين" و لكن الغاية أكبر من ذلك وهي حشد الشيعة للقتال مع النظام السوري في دمشق.

و ينقل مراسل الصحيفة من بغداد مغادرة العشرات من المقاتلين الشيعة إلى طهران ومن ثم سفرهم إلى دمشق. في حين يتذرع المقاتلون الآخرون بزيارة المقامات الشيعية في دمشق، ما يؤكد اداعاءات المعارضة السورية عن قدوم المقاتلين الشيعة لقتل الشعب السوري تحت ذرائع دينية.

سلاح في قوافل الحجاج 
وفي اتصال هاتفي للصحيفة الأميركية مع مقاتل عراقي دخل دمشق منذ شهرين عن طريق طهران، يدعى أحمد الحسني،25 سنة يقول : "إن عشرات العراقيين ينضمون إلينا ولواءنا يزداد عدداً يوما بعد يوم."
وأنشأ حلفاء نظام الأسد معسكرات لتجنييد الشباب الشيعة للقتال في سوريا في المحافظات العراقية الجنوبية مثل البصرى والنجف وايضا في محافظة ديالى شمال بغداد.

و بحسب الصحيفة تلعب إيران دوراً رئيسياً في الضغط على القيادات الشيعية لتشكيل لجان شعبية لتجنيد الشباب العراقيين الصغار وإرسالهم إلى سوريا، حيث يمدهم النظام بالسلاح والعتاد وتقوم إيران بتسهيل إجراءات السفر والإقامة في سوريا.

وصرَّح مسؤول كبير في التيار الصدري وعضو سابق في البرلمان، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته للصحيفة ، "إن قوافل حجاج النجف الذاهبة الى سوريا، كانت ظاهرياً للحجاج، ولكنها محملة بالأسلحة والمقاتلين إلى دمشق."

وكانت المعارضة السورية احتجزت في تموز الماضي عشرات المقاتلين الشيعة العراقيين والإيرانيين ومنهم ضباط من الحرس الثوري الإيراني.

و يقول محلل سياسي سوري بأن التحالف الشيعي في كل من العراق ولبنان(حزب الله) وإيران يظهر للعلن هذه المرة دون الخشية من أحد وعدم نفي ذلك، حيث يبرر(حزب الله) قصف القرى السورية من قواعده في الهرمل بحجة حماية لبنانيين شيعة في سوريا،و يتوافد آلاف العراقيين لقتل السوريين بحجة حماية المقامات الشيعية.

الواجب المقدس
ويستند التضامن الشيعي مع رأس النظام السوري لقناعتهم بأن ما يجري معركةٌ على "العقيدة الشيعية" تهدد مستقبلها وتريد الإطاحة بها، متخوفين من عناصر القاعدة الذين يدخلون سوريا حسب رأيهم.
فعلى الرغم من استحقار الكثير من الشيعة للنظام السوري لكونه بعثياً كنظام الرئيس العراقي الأسبق/صدام حسين/ ولكونه أسهم في العمليات الإرهابية ضد العراقيين وفي دعم الجهاديين لكنه الخوف الطائفي ليس إلا، تقول "النيويورك تايمز".

الشاب العراقي علي حاتم الذي يخطط للسفر إلى طهران، ثم إلى دمشق،يقول: "إن القتال من أجل الأسد (واجبٌ إلهي)."

"سفيان" دمشق يخيف الشيعة
و يعزو الشيعة المتشددون دعمهم المطلق لنظام الأسد بأنها معركة وجود، فسقوط دمشق بيد السنة تحقق نبوءة شيعية بظهور"سفيان" في آخر الزمان الذي سيقهر الشيعة عن جديد. 
و يقول حسن الربيعي رجل دين شيعي من بعقوبة: "إن تدمير ضريح السيدة زينب في سوريا سوف يعني بداية حرب أهلية طائفية في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والمملكة العربية السعودية."

ويخشى مراقبون سوريون من قيام النظام السوري بذلك أي استهداف المقامات الشيعية، كي يطيل بعمر هذا التحالف الطائفي. 

المقامات الشيعية ثكنات عسكرية
ونشرت "زمان الوصل" أكثر من مادة عن تحول المقامات الشيعية كالسيدة رقية والسيدة زينب إلى ثكنات عسكرية تمتلئ بالجنود الذين ينامون داخل المقام ويدنسون طهارته.

و في سياق متصل تحوّلت مدينة السيدة زينب إلى معقل للشيعة السوريين والعراقيين والإيرانيين الذين يشكلون لجاناً شعبية تقوم باختطاف السوريين، لاسيما من أبناء الجولان السوري أو ما يسمى بالنازحيين من قرى محاذية للسيدة زينب كالذيابية و قامت بتصفية الكثير منهم.

ولا تبدو المسألة سهلة بالنسبة للعراقيين فدخول سوريا ليس كالخروج منها كما يبين أبو ساجد أحد المقاتلين العراقيين العائد مؤخراً إلى مدينته البصرة محاولاً النجاة بنفسه.

يقول المقاتل السابق في جيش المهدي أنه استلم سلاحاً وذخيرة من النظام السوري لحماية مقام السيدة زينب ولكن القتال في دمشق سرعان ما تطوَّر وبدأ المقاتلون العراقيون يسقطون قتلى على يد الثوار السوريين أو يختطفون ما دفعه للعودة إلى دياره.

ويقول المحلل إن بروز ظاهرة حماية المقامات الشيعية وإعطاء الذريعة لإيرانيين أو عراقيين لدخول سوريا سيشكل أزمة حقيقية حتى بعد سقوط النظام إذ لا يمكن الإدعاء بحرص الإيرانيين على مقام حفيدة رسول الله أكثر من السوريين أنفسهم الذي حافظوا على مقامات آل البيت عبر مئات السنيين. "إن المزاعم الإيرانية سياسية بامتياز ولكنها تمتطي الدين"، يقول المحلل.

التداعيات الإقليمية
ويخشى العراقيون لاسيما السنة من تصاعد الدور الشيعي الذي يحاول قمع إخوانهم في سوريا وهذا ما سيدفع المئات منهم لأخذ دور ما،لا سيما في المناطق المحاذية للحدود العراقية كمدينة القائم والبوكمال.
و كشفت الدراسات عن خطة إيرانية لإشعال المنطقة طائفياً تكون هي القائدة للجناح الشيعي في وجه الأغلبية السنية إذ من الصعوبة عليها خسارة "هلالها الشيعي".

و يتزامن ذلك مع ضرب إسرائيل لمعمل أسلحة إيراني في السودان ولكن دون أي رد فعل من الإيرانيين الذين يشعرون بمحاصرة مصالحم في المنطقة العربية.

و كما كان لافتاً تصريح المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية "ميت رومني" أن سوريا هي واجهة إيران على البحر".

هذا التصريح الذي استدعى السخرية من خصوم رومني كجاهل بالجغرافيا لكنه ذو بعد جيو-استراتيجي هام حيث ان إيران تخاف من خسارتها "واجهتها البحرية على الأبيض المتوسط و تموضعها على بعد كيلو مترات عن إسرائيل و هي التي تعتبر حزب الله فرقةً عسكريةً إيرانية.


جريدة زمان الوصل الالكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني وضع بصمتك هنا