الأحد، 13 يناير 2013

عورات العرب لا تسترها ملايين

كتب: فاتح عبدالسلام


اللاجئون السوريون يعدون بمئات الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء في دول الجوار التي تضربها موجات الثلج والأمطار
 الغزيرة، وموسم الشتاء الشديد متوقع وليس غريباً على منطقة الشرق الأوسط المعروفة دائماً بموجات برد قوية، والقضية السورية هي أكثر تأثيراً في موازين الأمور من القضية الفلسطينية في هذه الأيام الحرجة، لكن برغم ذلك كله، بدا العرب الأغنياء كأنهم يتابعون مشاهد تمثيلية أو وثائقية عن دول تقع في مجاهيل العالم فلم تهتز ضمائرهم وهم يرون على شاشات التلفزيون الأطفال والنساء من اللاجئين السوريين يحاولون بيأس تفادي الثلج والمطر.
 سمعنا أن زعيماً هنا ودولة هناك خرجت من جيوبهم بضع ملايين من الدولارات لا تعادل ما ينفقها بعضهم على حفلات المغنيات اللبنانيات في دول الساحل الخليجي في يوم أو يومين ليس أكثر.
كانت حجج العرب واهية عندما كانوا يقولون إن النظام السوري يمنع دخول المساعدات الانسانية إلى النازحين داخل سوريا والى الشعب السوري الذي تنقصه المواد الغذائية والطبية في المدن المحاصرة. فما حجتهم اليوم وهم لا يقدمون ما يجب أن يقدم للاجئين السوريين في الاردن وتركيا ولبنان والعراق وسواها؟ ما الذي يعوقكم أيها العرب غير حالة الخدر واللامبالاة التي تستغرقون فيها وأنتم على أرائك الريش ووسائد النعيم؟ كشفت الأمطار عورات للعرب لم تكن يوماً واضحة الانكشاف، وكانوا سابقاً يحاولون الظهور بمظهر إنساني متقدم عبر إرسال مساعدات إلى الجائعين في إفريقيا التي يصيبها الجفاف غالباً ضمن فعاليات الاستهلاك المحلّي البائسة، أليس السوريون أجدر برعايتكم أيّها العرب الغارقون بالمال والرذائل والدسائس والانصياع لقرارات الدول الكبرى؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني وضع بصمتك هنا