مثل حفل الإفطار الجماعي الذي دعت إليه
الطائفة اليهودية بمصر بالتعاون مع التحالف المصري للأقليات، الأربعاء،
بمقر المعبداليهودي بشارع عدلي بالقاهرة، والذي شاركت فيه شخصيات مصرية ذات
انتماءات دينية مختلفة مسلمين ومسيحيين ويهود، رسالة قوية للعالم تؤكد على
الدرجة العالية من التجانس التي يتمتع بها المجتمع المصري ورفضه لكل أشكال
التمييز الديني.
وعلى مر العصور كان التجانس المجتمعي أحد السمات والخصائص
الأساسية التي ميزت المجتمع المصري عن غيره من المجتمعات إذ لم يعرف هذا
المجتمع أي تقسيمات على أسس دينية أو صراعات طائفية كما هو حال كثير من
بلدان العالم الآن.
صحيح أنه كان يشهد بعض التوترات الدينية على فترات
متباعدة ولكنها مثلت دائمًا استثناءً على القاعدة وسرعان ما كانت تزول
ليصبح بعدها النسيج المجتمعي أكثر قوة وتماسكًا، وإذا كان هذا التجانس بين
الأديان المختلفة في مصر لاحظناه ونلاحظه بقوة من خلال العلاقات الاجتماعية
بين مسلمي ومسيحيي مصر فإنه كذلك يتضح بين يهود مصر وعلاقاتهما بمسلميها
ومسيحييها.
السينما المصرية خير دليل على ذلك إذ شهد تاريخها ظهور
العديد من الفنانين المصريين ذوي الأصول اليهودية، الذين أثروا فيها وفي
المجتمع المصري، فلم تمنعهم السينما من إظهار مواهبهم الفنية وتحقيق نجاحات
باهرة من خلالها، وكذلك لم تُفرق في منح الفرص بينهم وبين غيرهم من
الفنانيين لمجرد أنهم ينتمون لديانات غير ديانة الأغلبية.
المصري اليوم ترصد أبرز الفنانيين المصريين في تاريخ السينما الذين انحدروا من أصول يهودية.
1. ليلي مراد «بنت الإسكندرية التي عشقت الغناء»
مغنية وممثلة مصرية ولدت في الإسكندرية لأسرة يهودية
الأصل اسمها الحقيقي «ليليان»، والدها المغني والملحن، إبراهيم زكي
موردخاي، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي، وبدأت مشوارها مع
الغناء في سن 14 عامًا، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم الحفلات
العامة، ثم تقدمت للإذاعة كمطربة عام 1934 ونجحت، بعدها سجلت إسطوانات
بصوتها، وبدأت مشوارها التمثيلي بفيلم «يحيا الحب» عام 1937 مع الموسيقار
محمد عبدالوهاب، مثلت للسينما 27 فيلمًا أهمها «ليلى في الظلام، بنت
الأكابر، حبيب الروح، عنبر، الهوى والشباب، سيدة القطار، الماضي المجهول»
وتزوجت من الفنان أنور وجدي عام 1945، وكان آخر أفلامها في السينما «الحبيب
المجهول» واعتزلت بعدها العمل الفني.
2. منير مراد «شقيق ليلى مراد الذي أدمن الألحان»
ممثل وملحن مصري يهودي وهو شقيق الفنانة ليلى مراد، اسمه
الحقيقي، موريس زكي، ولد في بالقاهرة، وتميز في مجال التلحين للأغنيات
الخفيفة والمرحة، وأدى أكثر من «دويتو» مع كل من الفنانة شادية، والفنان
عبدالحليم حافظ، وقام في بداية حياته ببطولة عدد من الأفلام السينمائية،
كان أشهرها «نهارك سعيد» عام 1955 «أنا وحبيبي» 1953، وله 3000 لحن منها
«إن راح منك يا عين، ألو ألو، أوعى تسيبني، اسم الله عليك، الدنيا مالها،
تعالي أقولك، حاجة غريبة، دور عليه، سوق على مهلك» كما أنه كان عمل مساعد
مخرج في 150 فيلما.
3. توجو مزراحي «طالب التجارة الذي احترف الإخراج»
مخرج وممثل مصري يهودي، ولد في الإسكندرية لعائلة يهودية،
وعاش فيها، ثم سافر إلى إيطاليا 1921 ليكمل تعليمه في دراسة التجارة وظل
بها إلى أن عاد للإسكندرية مرة أخرى 1928، وبعد رجوعه أسس شركة «الأفلام
المصرية»، وفى بداية رحلته مع السينما ظهر باسم «أحمد المشرقي» لخوفه من
عائلته، وأخرج 19 فيلمًا أهمها «كدب في كدب، نور الدين والبحّاره الثلاثة،
ليلى في الظلام، قلب امرأة»، كما أنتج 3 أفلام، وقام بالتمثيل في بعض
الأفلام أهمها «أولاد مصر»، وفي 1948 غادر مصر ورحل إلى إيطاليا وعاش هناك
وهجر النشاط السينمائي.
4. كيتي «الراقصة صاحبة الطلعة البهية والدم الخفيف»
كيتي فوتساتي، راقصة شرقية يونانية يهودية، ولدت
بالإسكندرية، تزوجت لفترة من المخرج حسن الصيفي، ثم انقطعت عن العمل في
منتصف الستينيات لأسباب غامضة ولكنها ظلت في مصر وبالتحديد في حي شبرا في
القاهرة، شاركت في العديد من الأفلام كان أشهرها «العقل والمال، قلب في
الظلام، هل أقتل زوجى، أبوعيون جريئة، إسماعيل يسن في مستشفى المجانين، وكر
الملذات، إسماعيل يسن في متحف الشمع».
5.كاميليا «صاحبة العلاقة الغامضة مع ملك مصر»
ممثلة مصرية ولدت في الإسكندرية لوالدين مسيحيين، تبناها
زوج أمها اليهودي الديانة حيث حملت اسمه، اسمها الحقيقي «ليليان ليفي
كوهين»، واختلف الكثيرون حول ديانتها الحقيقية، وكانت تحوم حولها الكثير من
الشائعات، لدرجة أنه أشيع أن هناك علاقة بينها وبين املكمصر آنذاك الملك
فاروق، تزوجت 3 مرات، وتوفت في حادثة طيارة في محافظة البحيرة عام 1950،
شاركت في العدبد من الأفلام أشهرها «القناع الأحمر، الكل يغني، فاتنة، خيال
امرأة، الروح والجسد، امرأة من نار».
6. نجوى سالم «الممثلة اليهودية التي أعلنت إسلامها»
ممثلة مصرية، اسمها الحقيقي نظيرة موسى شحاتة واسم الشهرة
«نينات شالوم»، ولدت عام 1925 لأب لبناني وأم إسبانية يهودية حاصلان على
الجنسية المصرية، كان أول ظهور لها على المسرح في مسرحية «استنى بختك» أمام
نجيب الريحاني، ومن أهم أعمالها من الأفلام «القبلة الأخيرة، حياة عازب،
ملك البترول، الأزواج والصيف، إسماعيل يس في دمشق» ومن المسرحيات «البيجامة
الحمراء، إلا خمسة، حسن ومرقص وكوهين»، أعلنت إسلامها 1960 وتزوجت سرًا من
الناقد الفني بجريدة الأخبار عبدالفتاح البارودي إلى أن كشف هو ذلك بعد
وفاتها عام 1988.
7. راقية إبراهيم «الممثلة التي ارتبط اسمها باغتيال عالمة الذرة سميرة موسى»
ممثلة ولدت لأسرة مصرية يهودية، اسمها الحقيقي راشيل
إبراهام ليفي، أثيرت حولها شائعات بشأن تورطها بالاشتراك مع الموساد
الإسرائيلس في اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، بزغ نجمها بعد
قيامها ببطولة مسرحية توفيق الحكيم «سر المنتحرة» عام 1938، وتزوجت لفترة
من المهندس مصطفى والي، إلى أن غادرت مصر عام 1956 إلى الولايات المتحدة
التي استقرت بها حتى توفيت، كانت أول أعمالها السينمائية «ليلى بنت
الصحراء» 1937، ومن أهم أعمالها الفنية «الحل الأخير، سلامة في خير، أجنحة
الصحراء، إلى الأبد، القلب له واحد، عاصفة على الريف، عريس من أستانبول،
بنت ذوات».