الأحد، 15 أبريل 2012

إصحى يا نايم ..(1)

ما مرّ  زمن  أو عصر  من عمر الشعوب العربية  بلا محن وحروب وكوارث ، غير أنّ القرن الواحد  والعشرين الذي  نعيشه الأن ، قد تميز على كل الأزمنة والعصور الماضية ، إذ شهد ( وربما سيشهد في المستقبل ) , شهد خمس  انتفاضات شعبية (إن جاز لنا التعبير ) , في تونس , يمن, مصر, ليبيا,  فـ سوريا


ومع انتهاء كل  إنتفاضة شعبية نجد  وقوع قادة الثورة في الشرك والفخ الذي نصبه  لهم الإخوان المسلمين وهو الاختلاف بين منطق الثورة ومنطق الدولة فتسبب ذلك في  الصدام بين قادة الثورة وشبابها  والسلطة القائمة  على إدارة شؤون البلاد , فالتدخل في شؤون الثورة كان لا بد من أن ينتج عنه  الصدامات السياسية والعسكرية نتيجة تلك التناقضات وأبرزها ما جرى في الساحة المصرية ، والساحة التونسية.

فعلى سبيل المثال إن ما قام به  الاخوان المسلمين  في جمهورية مصر العربية  من إجراءات وتعديلات في قانون الإنتخابات ( مجلس شعب / رئاسية )   بذلك  يكونوا قد سلكوا نفس الطريق الذى سلكه  الحزب الوطني الحاكم في عصر الرئيس محمد حسني مبارك , وسبب ذلك  طمعهم   فى الوصول الى  كرسي الحكم ورغبتهم  المجنونة في  تحقيق أجنداتهم على أرض الواقع . 

إن صناع القرار في واشنطن  لم تكن لديهم القناعة الكاملة على النتائج التي حققتها بعض الأنظمة العربية  وبالتالي رأت انه لا مفر ولا بد  من  اسقاط تلك الأنظمة واستبدالها  بأنظمة  وحلفاء جدد ، وبهذا  كانت صفقة الإخوان المسلمين وأمريكا من اجل تحقيق الأهداف  الأمريكية - الإسرائيلية . والتي يمكننا تلخيصها  ( اعتراف  أمريكي بالاخوان المسلمين  مقابل إقامة دولة شبه دينية  منسلخة كلياً عن القومية العربية ).
لعل تصريحات الزعيم السلفي يسري حماد بالتطبيع واستمرار معاهدة « كامب ديفيد » مع إسرائيل تأتي في هذا الإطار.
أما في تونس حيث حزب النهضة الإسلامي الفائز بالإنتخابات بزعامة الغنوشي، فقد تبرأ الغنوشي أثناء زيارته الى مركز سياسات الشرق الأدنى في واشنطن » معقل قوى اليمين والتطرف » من مواقفه السابقة بدعم قوى المقاومة بما فيها الإسلامية منها،  وشدد على أن الدستور التونسي الجديد لا يتضمن أي عداء للصهيونية.
 ونفس الشيء حذا حذوه الشيخ مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، والذي أعلن عن نيته إلغاء أية تشريعات تتعارض والشريعة الإسلامية، ويسعى الى تطبيع علاقاته مع امريكا والغرب من خلال فتح سفارة لإسرائيل في ليبيا، وكذلك محاربة القاعدة في منطقة المغرب العربي .
وعلى نفس الخط والمنوال أعلن احد قادة المعارضة السورية في الخارج برهان غليون انه حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد فالمعارضة ستعمل على قطع علاقاتها مع إيران وحزب الله وحماس، ولتثبيت وتمدد حكم الإخوان الى بلدان عربية أخرى طلبت تركيا من الرئيس السوري تعين رئيس حكومة سني يأخذ صلاحيات رئيس الوزراء.

إن  عالمنا العربي  وبكل أسف ، وقع  ( بغباء )  بفخ  الإتفاق الأميركي والإخوان المسلمين 
وسنرى  مستقبلاً  وقوف الإخوان المسلمين وبكل قوتهم إلى جانب أمريكا واسرائيل   بالمحافظة على الاتفاقيات مع إسرائيل، ويعملوا على توسيع دائرة التطبيع والعلاقات معها بمختلف البلدان العربية  التي تقع تحت حكمهم ..




هناك تعليق واحد:

  1. قال الكاتب والمحلل السياسي المخضرم محمد حسنين هيكل ان الاعتراف الامريكي الغربي بالإخوان المسلمين لم يأت قبولاً بحق لهم ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً بنصيحة عدد من المستشرقين لتوظيف ذلك في تأجيج فتنة في الإسلام لصالح آخرين، مضيفاً بأن نشوة الاخوان بالاعتراف الأمريكي الغربي بشرعيتهم لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف.

    http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2012/8/753826.html?ref=rural-man.blogspot.com

    ردحذف

يسعدني وضع بصمتك هنا