(مجتهد) الــتويتري !..
أسانج السعودي .. هـل قـدّ قـميـصـه من قـبلٍ أم مـن دُبُــر!
بقلم/ سليمان
الهويريني : بانوراما عربية
بات الجميع؛ أو على الأخص متابعي الناشط التويتري المشاكس المدعو
(مجتهد) يعرفون كنه هذه الصورة التي أرادها بطلهم أيقونة له، ولا يهمهم إن كانت
لفضاءات صحراء ولاية أريزونا الأمريكية بالقرب من يافاباي أو آيل
ميراج، لكنهم شغوفون بمتابعة بطلهم الأسطوري الذي بدأ يزيح عنهم الحجب التي
تلبسوها ردحاً من الزمن، فإذا أردت أن تعرف من هو مغرد الحساب الشخصي في موقع
(تويتر) بالسعودية المعروف بـ(مجتهد) أو (@mujtahidd)
فما عليك إلا أن تكتب الاسم بمحرك البحث الشهير قوقل لترى المساحة الكبيرة التي
وصل لها هذا المغرد بين المؤيدين والمعارضين له بشدة.
وحتى اليوم لا تعرف الهوية الحقيقية للحساب، رغم تخمينات عدة تطرح
بشكل تحليلي وغير رسمي عبر مدونات ومقالات الكترونية وتغريدات مختلفة، ومعظم
التخمينات تدور حول شخصيتين رئيسيتين هما المعارض السعودي في لندن سعد الفقيه،
والأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز الذي أحرج الرياض بعدة موضوعات
كـ"الفساد المالي في المملكة"، وتم إعادته بطريقة نوعية خاصة من سويسرا
إلى البلاد في يونيو/حزيران 2003 لا سيما أنه يركز على شخصية بطل تلك العملية
النوعية كثار شخصي ربما. وراح آخرون يخمنون بأنه ذلك الأمير السعودي الذي خرج
محتقناً وبشكلٍ أسطوري على قناة (الحرة) لدرجة أنه لم ينتبه لملاصقته جسد تلك
المذيعة الجسورة المكتنز.
خبراء تحليل تويتر بالسعودية أوضحوا للميديا الإقليمية أن الكلمتين
الأكثر شيوعاً لدى المغرد (مجتهد) هما (الدعوة والله)، مؤكدين على هذا البرهان
المبتسر أنه ذو "خلفية إسلامية بامتياز" متناسين أن أي ثرثارٍ ودعيّ
يريد أن يجلب عاطفة وشعبية أكبر فعليه ان يدندن على تلك الوترين، رغم جمالية بقية
الأوتار .. وتميل كفة ترجيحات أولئك إلى القابع في لندن سعد الفقيه أو (أبو عثمان)
كإسمٍ حركي يزيد من انتشاءه.
من المعلوم أنه في 21 تموز/يوليو من العام الماضي دخل حساب مجتهد حيز
التنفيذ، ويقترب حالياً إلى نصف مليون متابع، وهو عدد كبير بالمقارنة مع المدة
الزمنية القصيرة، وهو ما يعني نحو 1400 مغرد يتصلون بحسابه يومياً.
أسانج السعودي
كثيراً ما يطرح سؤال عن سبب الشعبية التي وصل لها مجتهد، والإجابة عن
هذا السؤال تكمن بوصفه "جوليان أسانج السعودي" وصاحب ويكيليكس الأبرز
عبر كشف الوثائق والمعلومات "الدقيقة والحساسة" التي ينشرها في حسابه عن
الفساد المالي والإداري في البلاد؛ مركزاً على أشخاص بعينهم.. وكأن الفساد قد
انحصر بهم، بل وحتى المعلومات الشخصية في دهاليز أروقة الحكم وكيفية إدارة الدولة
من قبل القيادات المتنفذة فيها. وهناك أمر آخر أعطاه ميزة لدى جمهور تويتر
هو استباقه بالإفصاح عن "الأحداث قبل وقوعها" مثل قضية الأميرة سارة بنت
طلال بن عبد العزيز التي طلبت اللجوء لبريطانيا قبل تداول الأمر بوسائل الإعلام
العالمية، وزيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسعودية.
أجريت مع ذلك المجتهد - عبر بريده الإلكتروني الشخصي - مقابلات عن
بعد لكنها قليلة جداً، أهمها مع المدونة الصحفية الفرنسية أوني (owni)
التي يرسم فيها عن نفسه دلالات رمزية قائلاً "مجتهد رمز لمعركة شرسة ضد دائرة
الفساد، والمعركة تبدأ من التعرض للفاسدين وتنتهي بإزالتهم، فمجتهد ليس بحاجة
للإعلان عن هويته من أجل تحقيق هذا الهدف"، ويختم بالقول "قد يكون البقاء
مجهولا ميزة، لأسباب كثيرة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني وضع بصمتك هنا