كتب:
إيهاب وهبه
إيهاب وهبه
غريب أمر هذا البلد، إسرائيل. تعيش وسط تناقض كبير. يتجاذبها
شعوران، كل فى اتجاه معاكس للآخر. من ناحية شعور متضخم بالتفوق وبالتالى
الإحساس بالأمان، وعلى الجانب المقابل شعور مبالغ فيه بالخوف يصل إلى حد
الرغبة فى الهروب من الواقع. الشعور الأول يدفع الإسرائيليين للاعتقاد
بأنهم قد أصبحوا فى أمان تام من أى أخطار قد تأتى من جيرانهم. هناك معاهدة
السلام مع مصر وجدار حصين تبنيه على امتداد الحدود معها، ومعاهدة مماثلة مع
الأردن، واتفاق لفض الاشتباك مع سوريا تحميه قوات للأمم المتحدة، وهناك
قوات اليونيفيل الدولية على الحدود مع لبنان، أما السلطة الفلسطينية فهى
تحافظ على الأمن فى الأراضى التى تقع تحت إمرتها. أضف إلى ذلك بالطبع تفوق
إسرائيل العسكرى النوعى على كل الجيوش العربية مجتمعة، كما يحلو للولايات
المتحدة أن تؤكده باستمرار. إذن فليس فى الإمكان أفضل مما كان. ينجم عن
شعور الأمان هذا الكثير، من استمرار للاحتلال، وتوسع فى الاستيطان، وتهويد
القدس، وتجاهل لعملية السلام، والقائمة تطول.
ومع هذا فلابد أن يكون قد استقر فى عقل إسرائيل الباطن أن هذا الأمان الظاهرى إنما هو فى واقع الأمر أمان زائف. فى صبيحة يوم 6 أكتوبر 1973 كان جنود إسرائيل يقفون غير مبالين على الجانب الشرقى من قناة السويس، ولا بأس من توجيه ألفاظ السخرية إلى جنود مصر على الجانب الغربى بسبب عقمهم وعجزهم عن رد البلاء عن أرضهم. بعد ساعات قليلة كان جنودنا البواسل قد عبروا هذا الممر المائى المنيع، واخترقوا خط بارليف الحصين، وولى الجنود الإسرائيليون المتبجحون الأدبار. وذهب سفير إسرائيل عشاء يبكى على كتف كيسنجر فى واشنطن، طالبا النجدة السريعة لتقويض ما خسرته إسرائيل من أعداد ضخمة من الطائرات والدبابات، وسط ذهول كيسنجر وعدم تصديقه لهذا الانهيار السريع لجيش إسرائيل الذى استثمروا فيه الكثير وحسبوا أن لن يبيد هذا أبدا! ولابد وأن إسرائيل تذكر أيضا بأنه بعد مرور 34 يوما على هجومها على لبنان فى 12 يوليو 2006، فشلت فى إحراز نصر عسكرى على بضعة آلاف من جنود حزب الله غير النظامين. ولم يستطع أقوى جيش فى الشرق الأوسط ــ كما جاء فى تقرير وينوجراد الإسرائيلى ــ أن يقضى على المقاومة التى واجهوا به هذا الجيش العرمرم، والذى يملك أيضا سيطرة جوية وبحرية لا ينازعهما فيهما أحد! استطاع حزب الله أن يمطر إسرائيل طوال فترة الحرب بسيل من الصواريخ. وها هو وزير الدفاع الإسرائيلى باراك يعترف عام 2008 بأن حزب الله هو أقوى بعد الحرب عما كان عليه قبلها، وإنه بات يملك صواريخ أكبر عددا مما كان لديه قبل بدء المعارك. وربما تنبؤ قدرات حزب الله عما هو آت إذا ما ارتكبت إسرائيل حماقة جديدة بمهاجمة إيران فى أى وقت قريب.
سقطت إلى الأبد مقولة إسرائيل التى لا تقهر وذلك فى ساعات عديدة، ولم يعد فى استطاعتها أن تتصرف وكأنها قد ملكت أعنّة الأمر وتحكمت فى رقاب العباد.
تحدثت كثيرا عن شعور إسرائيل بالأمان، فما بال شعورها المناقض بالخوف والريبة. هذا بدوره يحتاج إلى كلام كثير وسرد لأسباب ذلك الشعور، ومن ثم تطبيقات ذلك على أرض الواقع. أتصور أن الشعور بالخوف نابع أصلا من علمها بأنها قد اغتصبت الأرض اغتصابا، واستولت على ما لا حق لها فيه. يدفعها هذا إلى إثارة طلبات تعجيزية وغير منطقية. لا يمكن أن تنسحب إلى خطوط الرابع من يونيو 1967، ولن تقبل أقل من دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ولا بديل عن وجود عسكرى إسرائيلى على طول الضفة الغربية لنهر الأردن، وإياكم والتفكير فى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ثم لابد للعرب من أن يقبلوا بيهودية الدولة بكل ما يترتب على ذلك من نتائج.
ويبدو الآن أن عقدة الخوف قد بدأت تستحكم حلقاتها على أفكار العديد من الإسرائيليين، بل وأخذت تظهر فى شكل أعراض مرضية. فبعد أن سارعت إسرائيل بالتعبير عن فرحتها بأن الربيع العربى فى بدايته لم يأت على ذكر إسرائيل لا من قريب أو بعيد، انقلب الأمر بعد فترة قصيرة رأسا على عقب، ورأت فيه إسرائيل شرا مستطيرا. فالتيارات الإسلامية لا يؤمن لها جانب، والديمقراطية أتت بما لا تشتهيه السفن، وأصبحت الشعوب صاحبة الكلمة العليا، وبالتالى لم تعد إسرائيل قادرة على تمرير رغباتها بطريق مختصر عبر القادة الذين كانوا يحكمون بلادهم دون منازع! الغريب فى ذلك كله أن إسرائيل كانت تتباهى بأنها هى الديمقراطية الوحيدة وسط غابة من الأنظمة السلطوية. ولكن ما إن هبت رياح الديمقراطية على الدول العربية حتى اعتبرت إسرائيل ذلك رجسا من عمل الشيطان. ثم ألم تقل إسرائيل مرارا وتكرارا أن الدول الديمقراطية لا تنشب بينها الحروب، فما بال الآن وقد تبنت الدول العربية الخيار الديمقراطى، أليس فى ذلك ضمانا ضد نشوب هذه الحروب؟ وإذا كانت إسرائيل قد استطاعت الحصول على ما تريد عن طريق الاتصالات الفوقية مع الزعامات السابقة، ألم يقنعها سقوط هذه الزعامات المدوى بين عشية وضحاها بأن الشعوب هى الأبقى، وبأنها كانت تراهن على الحصان الخطأ، وأن تعاملها مع الشعوب بصدق وبتقدير واحترام يشكل الضمان الأبقى للأمن والأمان؟
فلندع الآن جانبا موضوع ثقة إسرائيل المفرطة، أو تخوفها العقيم، ولنبحث فى ظاهرة جديدة أصبحت تلمس فى إسرائيل وإن على استحياء فى الوقت الحاضر. يرى البعض فى إسرائيل الآن أن عليها أن تنفض يدها تماما من جيرانها العرب، فهى ليست فى حاجة إليهم، وعليها فى المقابل أن توطد العزم على أن تشيد من إسرائيل قلعة حصينة، وتمد بصرها بعيدا عبر البحر إلى القارة الأوروبية، حيث عليها أن توثّق معها العلاقات وتزيد من فرص التعاون مع دولها، كى تصبح إسرائيل امتدادا لأوروبا وتعزل نفسها عن هذا الجوار الموحش الذى لا يؤمن شره ولا يمكن الوثوق فى كلمته! أوروبا هى الأقرب لإسرائيل ثقافيا واقتصاديا وأمنيا. هكذا يرى أصحاب هذا التوجه الانعزالى.
فى نظرى أن هذا الهــــــــــروب الگبيــــر، والتخلى عن الحلم فى أن تصبح إسرائيل جزءا من المنطقة، يمثل أكبر فشل للمشروع الصهيونى برمته. فزعامات إسرائيل عندما أعلنوا فى 14 مايو 1948 عن قيام دولتهم، أكدوا حرص إسرائيل على أن تمد يدها إلى كل جيرانها دولا وشعوبا، عارضة السلام وحسن الجوار، مناشدة إياهم بإقامة أواصر التعاون وتحقيق المنفعة المشتركة، مع استعداد إسرائيل للوفاء بنصيبها فى هذا الجهد المشترك من أجل تحقيق التقدم لكل منطقة الشرق الوسط. إذن وبعد مرور 64 عاما على هذا الإعلان، وجدت إسرائيل ضالتها ليس فى إقامة علاقات مع جيرانها، وإنما فى محاولة الارتماء فى أحضان أوروبا والالتصاق بصدرها الحنون. حتى هذا، ولأسف إسرائيل الشديد، أصبح أيضا صعب التحقيق. فأوروبا لم تعد تقبل بإطالة أمد الاحتلال، أو أن تقضم الأرض تدريجيا بالمستوطنات، أو ترضى على المغامرات الإسرائيلية التى تزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة.
قد تكون هذه النزاعات الانفصالية عن الوسط المحيط تعبيرا عن حالة من اليأس لدى البعض فى إسرائيل، أو تهربا من الوفاء بالاستحقاقات المطلوبة منها لتحقيق السلام. لكن ألا تفضل إسرائيل أن يتم قبولها فى المنطقة، وأن تحظى باعتراف دولها، التى حباها الله بإمكانيات لا حدود لها، فتتعاون معها فى ظل السلام العادل. حقيقة الأمر أن المبادرة العربية لعام 2002 والتى حظيت بموافقة 57 دولة عربية وإسلامية، بالإضافة إلى تأييد ودعم المنظمات الإقليمية والدولية، توفر لإسرائيل أكثر مما يمكن أن توافره لها أوروبا التى تتنقل فيها عدوى الأزمات الاقتصادية من بلد لآخر. هذا بالطبع إذا نفذت إسرائيل نصيبها من الالتزامات التى رتبتها المبادرة.
فهل تستجيب إسرائيل لما يحييها؟
●●●
ومع هذا فلابد أن يكون قد استقر فى عقل إسرائيل الباطن أن هذا الأمان الظاهرى إنما هو فى واقع الأمر أمان زائف. فى صبيحة يوم 6 أكتوبر 1973 كان جنود إسرائيل يقفون غير مبالين على الجانب الشرقى من قناة السويس، ولا بأس من توجيه ألفاظ السخرية إلى جنود مصر على الجانب الغربى بسبب عقمهم وعجزهم عن رد البلاء عن أرضهم. بعد ساعات قليلة كان جنودنا البواسل قد عبروا هذا الممر المائى المنيع، واخترقوا خط بارليف الحصين، وولى الجنود الإسرائيليون المتبجحون الأدبار. وذهب سفير إسرائيل عشاء يبكى على كتف كيسنجر فى واشنطن، طالبا النجدة السريعة لتقويض ما خسرته إسرائيل من أعداد ضخمة من الطائرات والدبابات، وسط ذهول كيسنجر وعدم تصديقه لهذا الانهيار السريع لجيش إسرائيل الذى استثمروا فيه الكثير وحسبوا أن لن يبيد هذا أبدا! ولابد وأن إسرائيل تذكر أيضا بأنه بعد مرور 34 يوما على هجومها على لبنان فى 12 يوليو 2006، فشلت فى إحراز نصر عسكرى على بضعة آلاف من جنود حزب الله غير النظامين. ولم يستطع أقوى جيش فى الشرق الأوسط ــ كما جاء فى تقرير وينوجراد الإسرائيلى ــ أن يقضى على المقاومة التى واجهوا به هذا الجيش العرمرم، والذى يملك أيضا سيطرة جوية وبحرية لا ينازعهما فيهما أحد! استطاع حزب الله أن يمطر إسرائيل طوال فترة الحرب بسيل من الصواريخ. وها هو وزير الدفاع الإسرائيلى باراك يعترف عام 2008 بأن حزب الله هو أقوى بعد الحرب عما كان عليه قبلها، وإنه بات يملك صواريخ أكبر عددا مما كان لديه قبل بدء المعارك. وربما تنبؤ قدرات حزب الله عما هو آت إذا ما ارتكبت إسرائيل حماقة جديدة بمهاجمة إيران فى أى وقت قريب.
سقطت إلى الأبد مقولة إسرائيل التى لا تقهر وذلك فى ساعات عديدة، ولم يعد فى استطاعتها أن تتصرف وكأنها قد ملكت أعنّة الأمر وتحكمت فى رقاب العباد.
تحدثت كثيرا عن شعور إسرائيل بالأمان، فما بال شعورها المناقض بالخوف والريبة. هذا بدوره يحتاج إلى كلام كثير وسرد لأسباب ذلك الشعور، ومن ثم تطبيقات ذلك على أرض الواقع. أتصور أن الشعور بالخوف نابع أصلا من علمها بأنها قد اغتصبت الأرض اغتصابا، واستولت على ما لا حق لها فيه. يدفعها هذا إلى إثارة طلبات تعجيزية وغير منطقية. لا يمكن أن تنسحب إلى خطوط الرابع من يونيو 1967، ولن تقبل أقل من دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ولا بديل عن وجود عسكرى إسرائيلى على طول الضفة الغربية لنهر الأردن، وإياكم والتفكير فى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ثم لابد للعرب من أن يقبلوا بيهودية الدولة بكل ما يترتب على ذلك من نتائج.
●●●
ويبدو الآن أن عقدة الخوف قد بدأت تستحكم حلقاتها على أفكار العديد من الإسرائيليين، بل وأخذت تظهر فى شكل أعراض مرضية. فبعد أن سارعت إسرائيل بالتعبير عن فرحتها بأن الربيع العربى فى بدايته لم يأت على ذكر إسرائيل لا من قريب أو بعيد، انقلب الأمر بعد فترة قصيرة رأسا على عقب، ورأت فيه إسرائيل شرا مستطيرا. فالتيارات الإسلامية لا يؤمن لها جانب، والديمقراطية أتت بما لا تشتهيه السفن، وأصبحت الشعوب صاحبة الكلمة العليا، وبالتالى لم تعد إسرائيل قادرة على تمرير رغباتها بطريق مختصر عبر القادة الذين كانوا يحكمون بلادهم دون منازع! الغريب فى ذلك كله أن إسرائيل كانت تتباهى بأنها هى الديمقراطية الوحيدة وسط غابة من الأنظمة السلطوية. ولكن ما إن هبت رياح الديمقراطية على الدول العربية حتى اعتبرت إسرائيل ذلك رجسا من عمل الشيطان. ثم ألم تقل إسرائيل مرارا وتكرارا أن الدول الديمقراطية لا تنشب بينها الحروب، فما بال الآن وقد تبنت الدول العربية الخيار الديمقراطى، أليس فى ذلك ضمانا ضد نشوب هذه الحروب؟ وإذا كانت إسرائيل قد استطاعت الحصول على ما تريد عن طريق الاتصالات الفوقية مع الزعامات السابقة، ألم يقنعها سقوط هذه الزعامات المدوى بين عشية وضحاها بأن الشعوب هى الأبقى، وبأنها كانت تراهن على الحصان الخطأ، وأن تعاملها مع الشعوب بصدق وبتقدير واحترام يشكل الضمان الأبقى للأمن والأمان؟
فلندع الآن جانبا موضوع ثقة إسرائيل المفرطة، أو تخوفها العقيم، ولنبحث فى ظاهرة جديدة أصبحت تلمس فى إسرائيل وإن على استحياء فى الوقت الحاضر. يرى البعض فى إسرائيل الآن أن عليها أن تنفض يدها تماما من جيرانها العرب، فهى ليست فى حاجة إليهم، وعليها فى المقابل أن توطد العزم على أن تشيد من إسرائيل قلعة حصينة، وتمد بصرها بعيدا عبر البحر إلى القارة الأوروبية، حيث عليها أن توثّق معها العلاقات وتزيد من فرص التعاون مع دولها، كى تصبح إسرائيل امتدادا لأوروبا وتعزل نفسها عن هذا الجوار الموحش الذى لا يؤمن شره ولا يمكن الوثوق فى كلمته! أوروبا هى الأقرب لإسرائيل ثقافيا واقتصاديا وأمنيا. هكذا يرى أصحاب هذا التوجه الانعزالى.
فى نظرى أن هذا الهــــــــــروب الگبيــــر، والتخلى عن الحلم فى أن تصبح إسرائيل جزءا من المنطقة، يمثل أكبر فشل للمشروع الصهيونى برمته. فزعامات إسرائيل عندما أعلنوا فى 14 مايو 1948 عن قيام دولتهم، أكدوا حرص إسرائيل على أن تمد يدها إلى كل جيرانها دولا وشعوبا، عارضة السلام وحسن الجوار، مناشدة إياهم بإقامة أواصر التعاون وتحقيق المنفعة المشتركة، مع استعداد إسرائيل للوفاء بنصيبها فى هذا الجهد المشترك من أجل تحقيق التقدم لكل منطقة الشرق الوسط. إذن وبعد مرور 64 عاما على هذا الإعلان، وجدت إسرائيل ضالتها ليس فى إقامة علاقات مع جيرانها، وإنما فى محاولة الارتماء فى أحضان أوروبا والالتصاق بصدرها الحنون. حتى هذا، ولأسف إسرائيل الشديد، أصبح أيضا صعب التحقيق. فأوروبا لم تعد تقبل بإطالة أمد الاحتلال، أو أن تقضم الأرض تدريجيا بالمستوطنات، أو ترضى على المغامرات الإسرائيلية التى تزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة.
●●●
قد تكون هذه النزاعات الانفصالية عن الوسط المحيط تعبيرا عن حالة من اليأس لدى البعض فى إسرائيل، أو تهربا من الوفاء بالاستحقاقات المطلوبة منها لتحقيق السلام. لكن ألا تفضل إسرائيل أن يتم قبولها فى المنطقة، وأن تحظى باعتراف دولها، التى حباها الله بإمكانيات لا حدود لها، فتتعاون معها فى ظل السلام العادل. حقيقة الأمر أن المبادرة العربية لعام 2002 والتى حظيت بموافقة 57 دولة عربية وإسلامية، بالإضافة إلى تأييد ودعم المنظمات الإقليمية والدولية، توفر لإسرائيل أكثر مما يمكن أن توافره لها أوروبا التى تتنقل فيها عدوى الأزمات الاقتصادية من بلد لآخر. هذا بالطبع إذا نفذت إسرائيل نصيبها من الالتزامات التى رتبتها المبادرة.
فهل تستجيب إسرائيل لما يحييها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني وضع بصمتك هنا